شرح قصيدة اذا المرء لم يدنس

تتحدث هذه القصيدة عن الفخر والشجاعة والكرم، وتعبر عن قيم شائعة في المجتمعات العربية التقليدية. يبدأ الشاعر بتقديم أفكار فلسفية عن الشرف وكرامة الإنسان، ثم ينتقل للحديث عن قبيلته وخصائصها.

الأبيات الأولى:

إذ المرء لم يدنس من اللؤم عرضه    فكل رداء يرتديه جميل

• يشير الشاعر إلى أن الإنسان إذا حافظ على شرفه وكرامته ولم يتعرض لللؤم (الصفات السيئة)، فإن أي ملابس يرتديها ستكون جميلة في نظر الناس.

وإن هو لم يحمل على النفس ضيمها     فليس إلى حسن الثناء سبيل

• يعني أنه إذا لم يستطع الإنسان أن يتحمل الأذى أو الضيم من الآخرين، فلن يحصل على الثناء الجيد. هنا، يشير إلى ضرورة الصبر على المكاره لنيل احترام الناس.

الانتقال إلى الفخر بالقبيلة

تعيرنا أنـا قليل عـديـدنـا     فقلت لها إن الكرام قليل

• الشاعر يتحدث عن تعيير الناس لهم بسبب قلة عددهم. ولكنه يرد بأن الكرام عادة ما يكونون قلة، مما يعكس قيمة عالية.

وما ضرنا أنـا قليل وجـارنـا    عزيز وجـار الأكثريـن ذليل

• هنا يؤكد الشاعر أن قلة العدد لا تضرهم، طالما أن جارهم قوي وعزيز، بينما جيران الكثرة قد يكونون ذليلين.

لنـا جـبـل يـحتـلـه مـن نـجيره   منيع يرد الـطـرف وهو كليل

• يشير إلى مكانتهم العالية وعزتهم. الجبل هنا يُرمز إلى القوة والمناعة، مما يجعلهم محصنين ضد الأعداء.

الفخر بالشجاعة

وإنـا لـقـوم مـا نرى القتل سبة    إذا مـا رأتـه عامر وسـلول

• يشير الشاعر إلى أن القتل لا يُعتبر عارًا في عائلتهم، بل يُعتبر شجاعة وفخر.

يـقرب حـب المـوت آجـالـنا لـنا     وتـكـرهه آجـالـهم فتـطـول

• يُظهر الشاعر كيف أن قومه يرحبون بالموت في المعارك، بينما يكرهه الآخرون.

ومـا مـات مـنا سـيد حـتف أنـفه     ولا طل مـنا حيث كـان قتيل

• يؤكد أن زعمائهم يموتون في المعارك وليس في فراشهم، مما يعكس شجاعتهم.

الشجاعة والإخلاص

تسـيل عـلى حـد الـظبات نفوسـنا   وليست على غير الظبات تسيل

• يعبر عن أن دمائهم تُسقط فقط في المعارك وليس في الظروف العادية، وهذا يعكس شجاعتهم.

الخاتمة

القصيدة تبرز قيم الشجاعة والكرامة والكرم في حياة الشاعر وقبيلته. استخدامه للألفاظ القوية والصور البلاغية يعكس عواطفه الحقيقية، ويدعو إلى الفخر بالمبادئ والقيم العليا التي تميز قومه عن الآخرين.