قصة اماراتية قصيرة عن الكنز المفقود
في إحدى قرى الإمارات الساحلية المطلة على الخليج العربي، عاش شاب يدعى سالم. كان سالم يحب البحر ويقضي ساعات طويلة يبحر بمركبه الصغير، يجمع اللؤلؤ ويصطاد السمك كما فعل أجداده. نشأ سالم في بيئة تحترم البحر، وكان يستمع دائمًا إلى القصص التي يرويها الصيادون القدامى عن أمجاد الإمارات وتاريخها في الغوص بحثًا عن اللؤلؤ.
ذات يوم، سمع سالم من أحد البحارة العجائز قصة عن كنز قديم مخبأ في جزيرة مهجورة تقع بالقرب من إمارة أبوظبي. قال البحار إن الكنز يخص أجداد الإماراتيين الذين أخفوه هناك لحمايته من الغزاة، وأنه يحتوي على جواهر ثمينة تعود إلى زمن الغوص والتجارة القديمة.
تحمّس سالم للفكرة وقرر البحث عن هذا الكنز المفقود. استعد للرحلة بحماس كبير، وجهز مركبه بكل ما يحتاجه من زاد وماء، وانطلق باتجاه الجزيرة. بعد يومين من الإبحار عبر مياه الإمارات الهادئة، وصل سالم إلى جزيرة صغيرة مهجورة، حيث أشجار النخيل تلوح في الأفق ورمالها ناصعة البياض.
بدأ سالم البحث في أنحاء الجزيرة، يتحرك بين الصخور ويستكشف الكهوف. بعد ساعات من التجوال، وجد كهفًا صغيرًا مخفيًا خلف شجيرة، وفي داخله صندوق خشبي قديم مغطى بالرمل. فتح سالم الصندوق بلهفة، ليجد داخله مجوهرات وأحجار كريمة، ولكن بجانب هذه الكنوز كانت هناك رسالة قديمة مكتوبة بخط اليد على ورق قديم.
قرأ سالم الرسالة التي تقول: "الكنز الحقيقي في هذه الأرض الطيبة ليس في الذهب واللؤلؤ، بل في حب الإمارات، والعمل من أجل بناء مستقبل أفضل. لقد تركنا هذا الكنز لأبناء الإمارات، لكن الثروة الحقيقية تكمن في اتحادكم وعملكم المشترك".
عاد سالم إلى أبوظبي محملًا بتلك الكلمات، ولم يأخذ من الكنز شيئًا سوى الرسالة. أدرك أن ثروة الإمارات الحقيقية ليست في كنوز مادية، بل في وحدتها وتاريخها العريق والعمل الجاد الذي جعلها واحدة من أفضل البلدان في العالم.
- قد يهمك ايضا: قصة سقف الأحلام
قصة البكرة ما يت والعيال تذبحوا على عيالها
يحكى أن بدوية كانت تعيش مع ولديها في البادية، وكانت تعمل في غزل الصوف لتكسب قوت يومها. وفي يوم من الأيام، أخبرتهما بأنها تنوي توفير المال من بيع الصوف لتشتري به بكرة (أنثى الجمل)، وتطمح أن تعرضها عندما تبلغ سن التزاوج على أحد الزمول (ذكور الإبل الشهيرة) للتزاوج. بعد ذلك، عندما تلد الناقة مولودها، كانت تخطط أن تكلف أحد ولديها بتأديب وترويض المولود، سواء كان ذكرًا أو أنثى.
وبمجرد أن انتهت الأم من حديثها، نشب صراع بين ولديها حول من سيتولى مسؤولية ترويض المولود وتأديبه، وتحول النقاش إلى نزاع حاد أدى في النهاية إلى قتل كل منهما الآخر. وهكذا، فقدت الأم ولديها بسبب صراع كان من المفترض أن يتخذ سنوات عديدة حتى يصبح واقعيًا. أصبحت هذه القصة رمزًا يُضرب به المثل بين الناس.
عند التأمل في القصة، يظهر عمق الفطنة والحكمة التي تميز بها الأجداد. فالقصة تعكس جزءًا من الموروث الثقافي لدى أبناء الإمارات. إذ كانت تلك المرأة بحاجة إلى خمس سنوات لتوفير المال من بيع الصوف لشراء الناقة، وثلاث سنوات أخرى لترويضها وتجهيزها للتزاوج. ثم تحتاج إلى عام كامل لكي تلد، ومن بعدها ستة أشهر لبدء عملية تأديب المولود. وبذلك تكون المرأة بحاجة إلى ما بين 10 إلى 15 عامًا لتحقيق حلمها.
هذه القصة تعد من أبرز القصص الشعبية الإماراتية التي تُظهر الحكمة التقليدية، وهي نموذج واقعي لعمق الرؤية التي يملكها الأجداد. فالكلام البسيط قد يحمل في طياته أحلامًا شخصية، ولكن قد تكون تلك الأحلام طريقًا للفتن والمصائب إذا لم يتم التعامل معها بواقعية وصبر.
اشتهرت هذه القصة لاحقًا بمثل شعبي إماراتي يقول: "البكرة ما يت والعيال تذبحوا على عيالها"، وهو مثل يُضرب للتشجيع على عدم الاستعجال والتحلي بالصبر، وعدم بناء الآمال على أحلام بعيدة قد تؤدي إلى الهلاك.